الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

قال: ثنا موسى، قال: ثنا عبد العزيز بن سلـمة، عن هلال بن علـيّ، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بنـحوه، ولـيس فـيه كلام كعب. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: { الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبـاً عِنْدَهُمْ } يقول: يجدون نعته وأمره ونبوّته مكتوبـا عندهم. القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { يَأْمُرُهُمْ بـالـمَعْرُوفِ ويَنْهاهُمْ عَنِ الـمُنْكَرِ ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِبـاتِ ويُحَرّمُ عَلَـيْهِمُ الـخَبـائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأَغْلالَ التـي كانَتْ عَلَـيْهِمْ }. يقول تعالـى ذكره: يأمر هذا النبـيّ الأميّ أتبـاعه بـالـمعروف، وهو الإيـمان بـالله ولزوم طاعته فـيـما أمر ونهى، فذلك الـمعروف الذي يأمرهم به، وينهاهم عن الـمنكر وهو الشرك بـالله، والانتهاء عما نهاهم الله عنه. وقوله: { ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبـاتِ } وذلك ما كانت الـجاهلـية تـحرّمه من البحائر والسوائب والوصائل والـحوامي. { ويُحَرّمُ عَلَـيهِمُ الـخبَـائِثَ } وذلك لـحم الـخنزير والربـا، وما كانوا يستـحلونه من الـمطاعم والـمشارب التـي حرّمها الله. كما: حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس: { ويُحَرّمُ عَلَـيْهِمُ الـخَبـائِثَ } وهو لـحم الـخنزير والربـا، وما كانوا يستـحلونه من الـمـحرّمات من الـمآكل التـي حرّمها الله. وأما قوله: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ الَّتِـي كانَتْ عَلَـيْهِمْ } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي تأويـله، فقال بعضهم: يعنـي بـالإصر: العده والـميثاق الذي كان أخذه علـى بنـي إسرائيـل بـالعمل بـما فـي التوراة. ذكر من قال ذلك. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جابر بن نوح، عن أبـي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ } قال: عهدهم. قال: ثنا الـمـحاربـي، عن جويبر، عن الضحاك، قال: عهدهم. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن علـيّ، قال: أخبرنا هشيـم، عن جويبر، عن الضحاك، مثله. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن يـمان، عن مبـارك، عن الـحسن: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ } قال: العهود التـي أعطوها من أنفسهم. قال: ثنا ابن نـمير، عن موسى بن قـيس، عن مـجاهد: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ } قال: عهدهم. حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التـي كانَتْ عَلَـيْهِمْ } يقول: يضع عنهم عهودهم ومواثـيقهم التـي أخذت علـيهم فـي التوراة والإنـجيـل. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـي، عن ابن عبـاس: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التـي كانَتْ عَلَـيْهِمْ } ما كان الله أخذ علـيهم من الـميثاق فـيـما حرّم علـيهم، يقول: يضع ذلك عنهم. وقال بعضهم: عنـي بذلك أنه يضع عمن اتبع نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم التشديد الذي كان علـى بنـي إسرائيـل فـي دينهم. ذكر من قال ذلك. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التـي كانَتْ عَلَـيْهِمْ } فجاء مـحمد صلى الله عليه وسلم بإقالة منه وتـجاوز عنه.

PreviousNext
1 2 4