الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

قال: ربّ اجعلنـي منهم قال: لن تدركهم. قال: يا ربّ أتـيتك بوفد بنـي إسرائيـل، فجعلت وفـادتنا لغيرنا فأنزل الله:وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بـالـحَقَّ وبِهِ يَعْدِلُونَ } قال نوف البِكالـي: فـاحمدوا الله الذي حفظ غيبتكم، وأخذ لكم بسهمكم، وجعل وفـادة بنـي إسرائيـل لكم. حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنـي أبـي، عن يحيى بن أبـي كثـير، عن نوف البِكالـي بنـحوه، إلاَّ أنه قال: فإنـي أنزل علـيكم التوراة تقرءونها عن ظهر ألسنتكم، رجالكم ونساؤكم وصبـيانكم. قالوا: لا نصلـي إلاَّ فـي كنـيسة، ثم ذكر سائر الـحديث نـحوه. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا إسحاق بن إسماعيـل، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبـير:فَسأَكْتُبُها للَّذِينَ يَتَّقُونَ } قال: أمة مـحمد صلى الله عليه وسلم. حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ:فَسأَكْتُبُها للَّذِينَ يَتَّقُونَ } قال: هؤلاء أمة مـحمد صلى الله عليه وسلم. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: لـما قـيـل:فَسأَكْتُبُها للَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتَونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بآياتِنا يُؤْمِنُونَ } تـمنتها الـيهود والنصارى، فأنزل الله شرطاً بَـيِّناً وثـيقاً، فقال: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِـيَّ الأُمِّيَّ } وهو نبـيكم صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يكتب. وقد بـيَّنا معنى الأميّ فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته. وأما قوله: { الَّذِي يَجدُونَهُ مَكْتُوبـاً عنْدَهُمْ فِـي التَّوْرَاةِ والإنْـجِيـل } فإن الهاء فـي قوله: { يَجِدُونَهُ } عائدة علـى الرسول، وهو مـحمد صلى الله عليه وسلم. كالذي: حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، قوله: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِـيَّ الأُمِّيَّ } هذا مـحمد صلى الله عليه وسلم. حدثنـي ابن الـمثنى، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا فلـيح عن هلال بن علـيّ، عن عطاء بن يسار، قال: لقـيت عبد الله بن عمرو، فقلت: أخبرنـي عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي التوراة قال: أجل والله إنه لـموصوف فـي التوراة كصفته فـي القرآن:يا أيُّهَا النَّبـيُّ إنَّا أرْسلناكَ شاهِداً ومبشِّراً ونذِيراً } وحرزاً للأميـين، أنت عبدي ورسولـي، سميتك الـمتوكل، لـيس بفظّ ولا غلـيظ ولا صخَّاب فـي الأسواق، ولا يَجْزِي بـالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ولن نقبضه حتـى نقـيـم به الـملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلاَّ الله، فنفتـح به قلوبـاً غُلْفـاً وآذاناً صُمًّا، وأعيناً عُمْياً. قال عطاء: ثم لقـيت كعبـاً فسألته عن ذلك، فما اختلفـا حرفـاً، إلاَّ أن كعبـاً قال بلغته: قلوبـاً غُلُوفِـيَا. وآذاناً صمومياً، وأعيناً عموميَا. حدثنـي أبو كريب، قال: ثنا موسى بن داود، قال: ثنا فلـيح بن سلـيـمان، عن هلال بن علـيّ، قال: ثنـي عطاء، قال: لقـيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكر نـحوه. إلاَّ أنه قال فـي كلام كعب: أعيناً عُمُومَا، وآذاناً صُمُومَا، وقلوبـاً غُلُوفَـا.

PreviousNext
1 3 4