الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ }

يقول تعالى ذكره: يريد هؤلاء القائلون لمحمد صلى الله عليه وسلم: هذا ساحر مبين { لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بأفْوَاهِهِمْ } يقول: يريدون ليبطلوا الحقّ الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم بأفواههم يعني بقولهم إنه ساحر، وما جاء به سحر، { وَاللَّهُ مُتِمّ نُورِهِ } يقول: الله معلن الحقّ، ومظهر دينه، وناصر محمداً عليه الصلاة والسلام على من عاداه، فذلك إتمام نوره، وعنى بالنور في هذا الموضع الإسلام. وكان ابن زيد يقول: عُنِي به القرآن. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بأفْوَاهِهِمْ } قال: نور القرآن. واختلفت القرّاء في قراءة قوله تعالى: { وَاللَّهُ مُتِمُّ نورِهِ } فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: «مُتِمُّ نُورَهُ» بالنصب. وقرأه بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة { مُتِمُّ } بغير تنوين نورِه خفضاً، وهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب عندنا. وقوله: { وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ } يقول: والله مظهر دينه، ناصر رسوله، ولو كره الكافرون بالله.