الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } * { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } * { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ }

يقول تعالى ذكره: ولقد علمتم أيها الناس الإحداثة الأولى التي أحدثناكموها، ولم تكونوا من قبل ذلك شيئاً. وبنحو الذين قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { النَّشأَةَ الأُولى } قال: إذ لم تكونوا شيئاً. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشأَةَ الأُولى } يعني خلق آدم لستَ سائلاً أحداً من الخلق إلا أنبأك أن الله خلق آدم من طين. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشأَةَ الأُولى } قال: هو خلق آدم. حدثني محمد بن موسى الحرسي، قال: ثنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبا عمران الجوني يقرأ هذه الآية { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشأَةَ الأُولى } قال: هو خلق آدم. وقوله: { فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ } يقول تعالى ذكره: فهلا تذكرون أيها الناس، فتعلموا أن الذي أنشأكم النشأة الأولى، ولم تكونوا شيئاً، لا يتعذّر عليه أن يعيدكم من بعد مماتكم وفنائكم أحياء. وقوله: { أفَرأيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ } يقول تعالى ذكره: أفرأيتم أيها الناس الحرث الذي تحرثونه { أأنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } يقول: أأنتم تصيرونه زرعاً، أم نحن نجعله كذلك؟ وقد: حدثني أحمد بن الوليد القرشي، قال: ثنا مسلم بن أبي مسلم الحرميّ، قال: ثنا مخلد بن الحسين، عن هاشم، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تَقُولَنَّ زَرَعْتُ وَلَكِنْ قُلْ حَرَثْتُ " قال أبو هريرة ألم تسمع إلى قول الله: «أفُرأيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ءأنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ؟».