الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * { فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } * { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ }

يقول تعالـى ذكره: فأرسلنا يونس إلـى مئة ألف من الناس، أو يزيدون علـى مئة ألف. وذُكر عن ابن عبـاس أنه كان يقول: معنى قوله { أوْ }: بل يزيدون. ذكر الرواية بذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفـيان، عن منصور، عن سالـم بن أبـي الـجعد، عن الـحكم بن عبد الله بن الأزور، عن ابن عبـاس، فـي قوله: { وأرْسلْناهُ إلـى مِئَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ } قال: بل يزيدون، كانوا مئة ألف وثلاثـين ألفـاً. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جُبَـير، فـي قوله: { مِئَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ } قال: يزيدون سبعين ألفـاً، وقد كان العذاب أرسل علـيهم، فلـما فرّقوا بـين النساء وأولادها، والبهائم وأولادها، وعجُّوا إلـى الله، كشف عنهم العذاب، وأمطرت السماء دماً. حدثنـي مـحمد بن عبد الرحيـم البرقـي، قال: ثنا عمرو بن أبـي سلـمة، قال: سمعت زُهَيراً، عمن سمع أبـا العالـية، قال: ثنـي أبـيّ بن كعب، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: { وأرْسَلْناهُ إلـى مِئَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ } قال: يزيدون عشرين ألفـاً. وكان بعض أهل العربـية من أهل البصرة يقول فـي ذلك: معناه إلـى مئة ألف أو كانوا يزيدون عندكم، يقول: كذلك كانوا عندكم. وإنـما عنى بقوله: { وأرْسَلْناهُ إلـى مِئَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ } أنه أرسله إلـى قومه الذين وعدهم العذاب، فلـما أظلَّهم تابوا، فكشف الله عنهم. وقـيـل: إنهم أهل نـينَوَى. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وأرْسَلْناهُ إلـى مِئَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ } أرسل إلـى أهل نـينوى من أرض الـموصل، قال: قال الـحسن: بعثه الله قبل أن يصيبه ما أصابه { فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إلـى حِينٍ }. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى حدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { إلـى مِئَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ } قال: قوم يونس الذين أرسل إلـيهم قبل أن يـلتقمه الـحوت. وقـيـل: إن يونس أُرسل إلـى أهل نِـيْنَوَى بعد ما نبذه الـحوت بـالعراء. ذكر من قال ذلك: حدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: سمعت أبـا هلال مـحمد بن سلـيـمان، قال: ثنا شهر بن حوشب، قال: أتاه جبرائيـل، يعنـي يونس، وقال: انطلق إلـى أهل نِـيْنَوَى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم قال: ألتـمس دابة قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: ألتـمس حذاء، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: فغضب فـانطلق إلـى السفـينة فركب فلـما ركب احتبست السفـينة لا تُقدّم ولا تُؤخر قال: فتساهموا، قال: فسُهم، فجاء الـحوت يبصبص بذنبه، فنودي الـحوت: أيا حوت إنا لـم نـجعل يونس لك رزقاً، إنـما جعلناك له حوزاً ومسجداً قال: فـالتقمه الـحوت، فـانطلق به من ذلك الـمكان حتـى مرّ به علـى الأيْـلة، ثم انطلق به حتـى مرّ به علـى دجلة، ثم انطلق به حتـى ألقاه فـي نـينوى.

السابقالتالي
2