الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَٰشِعِينَ للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

اختلف أهل التأويـل فـيـمن عنى بهذه الآية، فقال بعضهم: عنى بها أصحمة النـجاشي، وفـيه أنزلت. ذكر من قال ذلك: حدثنا عصام بن زياد بن رواد بن الـجراح، قال: ثنا أبـي، قال: ثنا أبو بكر الهذلـي، عن قتادة، عن سعيد بن الـمسيب، عن جابر بن عبد الله: أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: " اخْرُجُوا فَصَلُّوا علـى أخٍ لَكُم! " فصلـى بنا، فكبر أربع تكبـيرات، فقال: " هَذَا النَّـجاشِي أصَحمةُ " ، فقال الـمنافقون: انظروا هذا يصلـي علـى علـج نصرانـي لـم يره قط! فأنزل الله: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ }. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبـي، عن قتادة: أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ أخاكُمْ النَّـجاشِيَّ قَدْ ماتَ فَصَلُّوا عَلَـيّه! " قالوا: يصلي على رجل لـيس بـمسلـم؟ قال: فنزلت: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَـٰشِعِينَ للَّهِ } قال قتادة: فقالوا: فإنه كان لا يصلـي إلـى القبلة. فأنزل الله: { وَلِلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ }. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ } ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فـي النـجاشي وفـي ناس من أصحابه آمنوا بنبـي الله صلى الله عليه وسلم، وصدقوا به. قال: وذكر لنا أن نبـي الله صلى الله عليه وسلم استغفر للنـجاشي، وصلـى علـيه حين بلغه موته، قال لأصحابه: " صَلُّوا علـى أخٍ لَكُمْ قَدْ ماتَ بِغَيْرِ بِلادِكُم! " فقال أناس من أهل النفـاق: يصلـي علـى رجل مات لـيس من أهل دينه! فأنزل الله هذه الآية: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَـٰشِعِينَ للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِـئَايَـٰتِ بٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلحِسابِ }. حدثنا الـحسن ن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ } قال: نزلت فـي النـجاشي وأصحابه مـمن آمن بـالنبـي صلى الله عليه وسلم، واسم النـجاشي أصحمة. حدثنا الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: قال عبد الرزاق، وقال ابن عيـينة: اسم النـجاشي بـالعربـية عطية. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: لـما صلـى النبـي صلى الله عليه وسلم علـى النـجاشي، طعن فـي ذلك الـمنافقون، فنزلت هذه الآية: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ }.

السابقالتالي
2 3