الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

" كِتاب اللَّهِ، هُوَ حَبْلُ الله الـمَـمْدُودُ مِنَ السَّماءِ إلـى الأرْضِ " وقال آخرون: بل ذلك هو إخلاص التوحيد لله. ذكر من قال ذلك: حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، عن أبـي العالـية فـي قوله: { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً } يقول: اعتصموا بـالإخلاص لله وحده. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً } قال: الـحبل: الإسلام. وقرأ { وَلاَ تَفَرَّقُواْ }. القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { وَلاَ تَفَرَّقُواْ }. يعنـي جلّ ثناؤه بقوله: { وَلاَ تَفَرَّقُواْ }: ولا تتفرّقوا عن دين الله وعهده الذي عهد إلـيكم فـي كتابه من الائتلاف والاجتـماع علـى طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء إلـى أمره. كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } أن الله عزّ وجلّ قد كره لكم الفرقة وقدّم إلـيكم فـيها، وحذّركموها، ونهاكم عنها، ورضي لكم السمع والطاعة والألفة والـجماعة، فـارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم إن استطعتـم، ولا قوّة إلا بـالله. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، عن أبـي العالـية: { وَلاَ تَفَرَّقُواْ }: لا تعادوا علـيه، يقول: علـى الإخلاص لله، وكونوا علـيه إخواناً. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، أن الأوزاعي حدثه، أن يزيد الرقاشي حدثه، أنه سمع أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ بَنِـي إسْرائِيـلَ افْتَرَقَتْ علـى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإنَّ أُمَّتِـي سَتَفْتَرِقُ علـى اثْنَـيْنِ وَسبعينَ فِرْقَةً كلُّهمْ فِـي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً " قال: فقـيـل يا رسول الله، وما هذه الواحدة؟ قال: فقبض يده وقال: «الـجَمَاعَة» { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }. حدثني عبد الكريم بن أبي عمير، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي يحدّث عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المحاربي، عن ابن أبـي خالد، عن الشعبي، عن ثابت بن قطنة الـمري، عن عبد الله أنه قال: يا أيها الناس علـيكم بالطاعة والـجماعة فإنهما حبل الله الذي أمر به، وإنّ ما تكرهون فـي الـجماعة والطاعة هو خير مـما تستـحبون فـي الفرقة. حدثنا عبد الـحميد بن بـيان الـيشكري، قال: أخبرنا مـحمد بن يزيد، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن الشعبـي، عن ثابت بن قطنة، قال: سمعت ابن مسعود وهو يخطب، وهو يقول: يا أيها الناس، ثم ذكر نـحوه.

PreviousNext
1 3 4 5 6 7