الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً }

يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الكافرون بالله الذين اتـخذوا من دونه آلهة: ما هذا القرآن الذي جاءنا به مـحمد { إلاَّ إفْكٌ } يعنـي: إلاَّ كذب وبُهتان، { افْتَرَاهُ } اختلقه وتـخرّصه بقوله، { وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } ذكر أنهم كانوا يقولون: إنـما يُعَلِّـم مـحمداً هذا الذي يجيئنا به الـيهود، فذلك قوله: { وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يقول: وأعان مـحمداً علـى هذا الإفك الذي افتراه يهود. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قول الله: { وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } قال: يهود. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، مثله. وقوله: { فَقَدْ جاءُوا ظُلْـماً وَزُوراً } يقول تعالـى ذكره: فقد أتـى قائلو هذه الـمقالة، يعنـي الذين قالوا: { إنْ هَذَا إلاَّ إفْكٌ افْتَرَاهُ وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } ظلـماً، يعنـي بـالظلـم نسبتهم كلام الله وتنزيـله إلـى أنه إفك افتراه مـحمد صلى الله عليه وسلم. وقد بـيَّنا فـيـما مضى أن معنى الظلـم: وضع الشيء فـي غير موضعه فكأنّ ظلـم قائلـي هذه الـمقالة القرآن بقـيـلهم هذا وصفُهم إياه بغير صفته. والزور: أصله تـحسين البـاطل. فتأويل الكلام: فقد أتـى هؤلاء القوم فـي قيلهم { إنْ هَذَا إلاَّ إفْكٌ افْتَرَاهُ وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } كذبـاً مَـحْضاً. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد وحدثنـي القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد: { فَقَدْ جاءُوا ظُلْـماً وَزُوراً } قال: كذبـاً.