الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: { لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا } فقال بعضهم: تأويـله لا تقولوا خلافـا. ذكر من قال ذلك: حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفـيان، عن ابن جريج، عن عطاء فـي قوله: { لاَ تَقُولُوا رَاعِنا } قال: لا تقولوا خلافـاً. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { لاَ تَقُولُوا رَاعِنا } لا تقولوا خلافـاً. وحدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: ثنا سفـيان، عن رجل عن مـجاهد، مثله. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو نعيـم، قال: ثنا سفـيان، عن مـجاهد، مثله. وقال آخرون: تأويـله: أرعنا سمعك: أي اسمع منا ونسمع منك. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، قال: حدثنـي ابن إسحاق، عن مـحمد بن أبـي مـحمد، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس قوله: { رَاعِنَا } أي أَرْعِنَا سمعك. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول الله جلّ وعزّ: { يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنا } لا تقولوا اسمع منا ونسمع منك. وحدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { رَاعِنا } قال: كان الرجل من الـمشركين يقول: أرْعنـي سمعك. ثم اختلف أهل التأويـل فـي السبب الذي من أجله نهى الله الـمؤمنـين أن يقولوا راعنا، فقال بعضهم: هي كلـمة كانت الـيهود تقولها علـى وجه الاستهزاء والـمسبّة، فنهى الله تعالـى ذكره الـمؤمنـين أن يقولوا ذلك للنبـيّ صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنا } قولٌ كانت تقوله الـيهود استهزاءً، فزجر الله الـمؤمنـين أن يقولوا كقولهم. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد الزبـيري، عن فضيـل بن مرزوق، عن عطية: لا تَقُولُوا رَاعِنا قال: كان أناس من الـيهود يقولون: أرعنا سمعك، حتـى قالها أناس من الـمسلـمين. فكره الله لهم ما قالت الـيهود، فقال: { يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنا } كما قالت الـيهود والنصارى. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: { لا تَقُولوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا } قال: كانوا يقولون راعنا سمعك، فكان الـيهود يأتون فـيقولون مثل ذلك مستهزئين، فقال الله: { لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا }. وحدثت عن الـمنـجاب، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبـي روق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس فـي قوله: { لاَ تَقُولُوا رَاعِنا } قال: كانوا يقولون للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: راعنا سمعك وإنـما راعنا كقولك عَاطِنَا.

السابقالتالي
2 3 4 5 6