الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }

يقول تعالـى ذكره: ولقد جاء أهل هذه القرية التـي وصف الله صفتها فـي هذه الآية التـي قبل هذه الآية { رَسُولٌ مِنْهُمْ } يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، يقول: من أنفسهم يعرفونه ويعرفون نسبه وصدق لهجته، يدعوهم إلـى الـحقّ وإلـى طريق مستقـيـم. { فَكَذَّبُوهُ } ولـم يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله. { فَأخَذَهُمُ العَذَابُ } وذلك لبـاس الـجوع والـخوف مكان الأمن والطمأنـينة والرزق الواسع الذي كان قبل ذلك يرزقونه، وقْتل بـالسيف. { وَهُمْ ظالِـمُونَ } يقول: وهم مشركون، وذلك أنه قتل عظماؤهم يوم بدر بـالسيف علـى الشرك. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ } إي والله، يعرفون نسبه وأمره. { فَكَذَّبُوه فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُم ظَالِـمُون } ، فأخذهم الله بـالـجوع والـخوف والقتل.