الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } * { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } * { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }

ذُكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربّ العزة، فأنزل الله هذا السورة جواباً لهم. وقال بعضهم: بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه، فقالوا له: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فأُنزلت جواباً لهم. ذكر من قال: أُنزلت جواباً للمشركين الذين سألوه أن ينسُب لهم الربّ تبارك وتعالى. حدثنا أحمد بن منيع المَرْوزيّ ومحمود بن خِداش الطالَقَاني، قالا: ثنا أبو سعيد الصنعاني، قال: ثنا أبو جعفر الرازيّ، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيّ بن كعب، قال: قال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: انسُبْ لنا ربك، فأنزل الله: { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ }. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة، قال: إن المشركين قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن ربك، صف لنا ربك ما هو، ومن أيّ شيء هو؟ فأنزل الله: { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ } إلى آخر السورة. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ } قال: قال ذلك قادة الأحزاب: انسُب لنا ربك، فأتاه جبريل بهذه. حدثني محمد بن عوف، قال: ثنا شريح، قال: ثنا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن جابر قال: قال المشركون: انسُب لنا ربك، فأنزل الله { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ }. ذكر من قال: نزل ذلك من أجل مسألة اليهود: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق، عن محمد، عن سعيد، قال: أتى رهط من اليهود النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد هذا الله خلق الخلق، فمن خلقه؟ فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى انتُقِعَ لونه ثم ساوَرَهم غضباً لربه، فجاءه جبريل عليه السلام فسكنَّه، وقال: اخفض عليك جناحك يا محمد، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه. قال: يقول الله: { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ } فلما تلا عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم، قالوا: صف لنا ربك كيف خَلْقُه، وكيف عضُدُه، وكيف ذراعُه، فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم أشدّ من غضبه الأوّل، وساوَرَهم غضباً، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته، وأتاه بجواب ما سألوه عنه:وَما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ } حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مِهران، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، قال: جاء ناس من اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: انسب لنا ربك، فنزلت: { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ } حتى ختم السورة.

السابقالتالي
2 3 4 5