الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً }

قوله تعالى { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } وصف قوما اقعدهم نور الشهود عن السير فى المجاهدات وافناهم عن طلب الخروج من نيران الكبرياء وطمس طرق الرجوع من مشاهدة الذات الى الصفات ومن الصفات الا الاسماء ومن الاسماء الى الافعال ومن الافعال الى الخلق فى عيونهم وحيرهم فى فقار الازليات والابديات حتى لو يريدوا روح الفترة لحظة لم تظفروا به لانهم مردودون من بحار الصفات الى بحار الذات ومن بحار الذات الى بحار الصفات لا يستطيعون حيلة الرجوع الى البشرية ولا يهتدون سبيلا الى الكون والعلة لانهم مستضعفون فى قبضة الالوهية مستغرقون فى قاموس القدمية قال ابو سعيد الخراز الذين اسرهم البلاء واستولى عليهم حتى صار البلاء لهم وطنا بعد ما كان الحول لهم وطنا ثم افنى عنهم شاهد البلاء باثبات علم البلاء ورد عليهم على الانسانية باثبات علم الحق وذلك حين ردت اليهم صفاتهم بعد محو آثارهم فاذا ذاك لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا.