قوله: { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ } ، إلى قوله: { يَكْسِبُونَ }. والمعنى: إنما السبيل بالعقوبة على من استأذن في التخلف عن الغزو، وهو غني، ورضي بأن يخلف مع النساء اللواتي من خوالف للرجال في البيوت. { وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ }. أي: ختم عليها. { فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }. سوء عاقبة تخلفهم، يعني: عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال تعالى إخباراً عما يفعلون: { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ }. أي: يعتذر هؤلاء المتخلفون بالأباطيل والكذب. { قُل } لهم، يا محمد، { لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ [لَكُمْ] }. أي: لن نُصدِّقكم قد أخبرنا الله بأخباركم. { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ }. أي: فيما بعد، هل تتوبون أم لا. { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ }. أي: يعلم السر والعلانية، فيخبركم بأعمالكم فيجازيكم عليها. رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لو أن رجلاً عبد الله في صخرة لا باب لها، ولا كوة بها لخرج عمله إلى الناس كائناً ما كان ". فالله عز وجل، يطلع قلوب المؤمنين على ما [في] قلوب إخوانهم من الخير والشر، فيحبون أهل الخير ويبغضون أهل الشر. ثم أخبرهم بما يفعلون إذا رجع المؤمنون من غزوهم فقال: { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ } ، أي: يحلفون لكم إذا رجعتم إليهم من غزوكم، { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } ، لتتركوا تأنيبهم وتعييرهم بتخلفهم، { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } ، أي: فاتركوهم، { إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } ، أي: مصيرهم إليها جزاء / بكسبهم. قيل: إنهم كانوا بضعةً وثمانين رجلاً.