الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ } أي: الشراب الذي خامر العقل، أي: خالطه فستره { وَٱلْمَيْسِرُ } أي: القمار { وَٱلأَنصَابُ } أي: الأصنام المنصوبة للعبادة { وَٱلأَزْلاَمُ } أي: القداح { رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ } أي: خبيث من تزيين الشيطان، وقذر تعاف عنه العقول.

قال المهايميّ: لأن الخمر تضيع العقل، وما دون السكر داع إلى ما يستكمله، فأقيم مقامه في الشرع الكامل. والميسر تضيع المال. والأنصاب تضيع عزة الإنسان بتذلُّله لما هو أدنى منه. والأزلام تضيع العلم للجهل بالثمن والمثمن. انتهى.

وما ذكره هو شذرة من مفاسدها { فَٱجْتَنِبُوهُ } أي: اتركوه، يعني: ما ذكر. أو (الرجس) الواقع على الكل { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي: رجاء أن تنالوا الفلاح فتنجوا من السخط والعذاب وتأمنوا في الآخرة.

ثم أكد تعالى تحريم الخمر والميسر ببيان مفاسدهما الدنيوية والدينية. فالأولى في قوله:

{ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ... }.