الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ }

قوله تعالى: { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } وهم الأنبياء، شهداء على أممهم يوم القيامة بأنهم قد بلغوا الرسالة ودعَوْهم إلى الإيمان، في كل زمان شهيد وإن لم يكن نبياً وفيهم قولان: أحدهما ـ أنهم أئمة الهدى الذين هم خلفاء الأنبياء. الثاني ـ أنهم العلماء الذين حفظ الله بهم شرائع أنبيائه. قلت: فعلى هذا لم تكن فترة إلا وفيها من يوحّد الله كقُس بن ساعدة، و " زيد بن عمرو بن نُفيل الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم: يُبعث أمةً وحده " ، وسَطِيح، و " وَرَقة بن نَوْفل الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم: «رأيته ينغمس في أنهار الجنة» " فهؤلاء ومن كان مثلهم حجةٌ على أهل زمانهم وشهيد عليهم. والله أعلم. وقوله { وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاَءِ } تقدّم في البقرة والنساء. قوله تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } نظيره:مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام: 38] وقد تقدّم، فلينظر هناك. وقال مجاهد: تبيانا للحلال والحرام.