الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ }

{ وَأَيُّوبُ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ } أى بأنى. وقرأ أنَّى بكسر الهمزة تضمينا للنداء معنى القول، أو تقديرا للقول. والضر، بالضم ما فى النفس من مرض أو هزال أو نحوهما، وبالفتح شائع فى كل ضرر. فالضر هنا مرضه وهزاله واتشار لحمه. وقيل المضموم كالمفتوح. وقد فسره بعض هنا بما ذكر، وذهابِ أولاده ومالِه، وتفرقِ الناس عنه غير زوجته. بقى كذلك ثمانى عشرة سنة. وقال قتادة ثلاث عشرة سنة. وقال مقاتل سبع سنين، وسبعة أشهر، وسبع ساعات. وقيل ثلاث سنين. وهو قول وهب. وقال كعب سبع سنين. وقال الحسن سبع سنين وأشهرا. وكان - عليه السلام - من الروم، من ولد عيص بن إسحاق. وسكن حمزة ياء مسَّنى، فتحذف للساكن بعدها. { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } وصفَ خالقَه بغاية الرحمة، بعد ذكر نفسه بما يقتضى الرحمة، مما مسَّه. وذلك تعريض لطيف فى السؤال، كقول الفقير للسلطان عندى كذا وكذا ولدا، وقد بلغنى جودك العام. تعرضت عجوز لسليمان بن عبد الملك وقالت يا أمير المؤمنين مشت جُرذان بيتى على العصى، أرادت أن الفئران لم تجد ما تأكل فى بيتها حتى كأنها رجال ضعيفة، تجرى على العصى. فقال ألطفتِ فى السؤال لا جرم، لأردّنها تثب وثب الفهود، وملأ بيتها حبا. وروى أن امرأته رحمة بنت أفراثيم بن يوسف، أو ما خير بنت ميشا بنت يوسف. قالت له لو دعوتَ الله. فقال كم كانت مدة الرخاء؟ فقالت ثمانين سنة. فقال أنا أستحيى من الله أن أدعوه، وما بلغتْ مدةُ بلائى مدةَ رخائى.