قوله تعالى: { ويوم نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أمَّة فَوْجاً } الفوج: الجماعة من الناس كالزُّمرة، والمراد به: الرؤساء والمتبوعون في الكفر، حُشروا وأُقيمت الحجة عليهم. وقد سبق معنى{ يُوزَعون } [النمل: 17]. { حتى إِذا جاؤوا } إِلى موقف الحساب { قال } الله تعالى لهم: { أكذَّبتم بآياتي }؟! هذا استفهام إِنكار عليهم ووعيد لهم، { ولم تُحيطوا بها عِلْماً } فيه قولان. أحدهما: لم تعرفوها حقَّ معرفتها. والثاني: لم تُحيطوا عِلْماً ببطلانها. والمعنى: إِنكم لم تتفكَّروا في صحتها، { أم ماذا كنتم تعملون } في الدنيا فيما أمرتُكم به ونهيتُكم عنه؟!. قوله تعالى:{ وَوقَعَ القولُ عليهم } قد شرحناه آنفاً [النمل: 82] { بما ظَلَمُوا } أي: بما أَشركوا { فهم لا يَنْطِقُون } بحجة عن أنفسهم. ثُم احتج عليهم بالآية التي تلي هذه. ومعنى قوله: { والنَّهارَ مُبْصِراً } أي: يُبْصَر فيه لابتغاء الرِّزق.