{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } العذاب الموعود. { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ }. { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } تبعكم ولحقكم، واللام مزيدة للتأكيد أو الفعل مضمن معنى فعل بتعدي باللام مثل دنا. وقرىء بالفتح وهو لغة فيه. { بَعْضُ ٱلَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ } حلوله وهو عذاب يوم بدر، وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها وإنما يطلقونها إظهاراً لوقارهم وإشعاراً بأن الرمز منهم كالتصريح من غيرهم وعليه جرى وعد الله تعالى ووعيده. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } لتأخير عقوبتهم على المعاصي، والفضل والفاضلة الأفضال وجميعها فضول وفواضل. { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } لا يعرفون حق النعمة فيه فلا يشكرونه بل يستعجلون بجهلهم وقوعه. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } ما تخفيه وقرىء بفتح التاء من كننت أي سترت. { وَمَا يُعْلِنُونَ } من عداوتك فيجازيهم عليه. { وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } خافية فيهما، وهما من الصفات الغالبة والتاء فيهما للمبالغة كما في الراوية، أو اسمان لما يغيب ويخفى كالتاء في عافية وعاقبة. { إِلاَّ فِي كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } بين أو { مُّبِينٌ } ما فيه لما يطالعه، والمراد اللوح أو القضاء على الاستعارة. { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرٰءِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } كالتشبيه والتنزيه وأحوال الجنة والنار وعزير والمسيح. { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤمِنِينَ } فإنهم المنتفعون به. { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم } بين بني إسرائيل. { بِحُكْمِهِ } بما يحكم به وهو الحق، بحكمته ويدل عليه أنه قرىء بحكمه. { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } فلا يرد قضاؤه. { ٱلْعَلِيمُ } بحقيقة ما يقضى فيه، وحكمه. { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } ولا تبال بمعاداتهم. { إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقّ ٱلْمُبِينِ } وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره. { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } تعليل اخر للأمر بالتوكل من حيث إنه يقطع طعمه عن مشايعتهم ومعاضدتهم رأساً، وإنما شبهوا بالموتى لعدم انتفاعهم باستماع ما يتلى عليهم كما شبهوا بالصم في قوله: { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } فإن إسماعهم في هذه الحالة أبعد. وقرأ ابن كثير { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ }. { وَمَا أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلَـٰلَتِهِمْ } حيث الهداية لا تحصل إلا بالبصر. وقرأ حمزة وحده «وما أنت تهدي العمي». { إِن تُسْمِعُ } أي ما يجدي إسماعك. { إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا } من هو في علم الله كذلك. { فَهُم مُّسْلِمُونَ } مخلصون من أسلم وجهه لله. { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } إذا دنا وقوع معناه وهو ما وعدوا به من البعث والعذاب. { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } وهي الجساسة روي أن طولها ستون ذراعاً ولها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان، لا يفوتها هارب ولا يدركها طالب. وروي أنه عليه الصلاة والسلام سئل من أين مخرجها فقال: