قوله: { ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ (يٰأَبَانَا) } - إلى قوله - { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } هذا قول روبيل لإخوته، أمرهم بالرجوع إلى يعقوب، يعلموه بالقصة على وجهها. وقيل: أمر لهم بذلك يوسف: وقيل: هو كبيرهم الذي تأخر بمصر، ولم يرجع معهم. وروي عن الكسائي أنه قرأ " سُرق " على ما لم يُسَمْ فاعله، على معنى اتهم بالسرق. وقيل: معناه: علم منه السرق. قوله: { وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا }: أي: ما قلنا إلا بظاهر العلم، ولسنا نَعْلَمُ الغيب والباطن، إنما وجدت السرقة في رحله، ونحن ننظر. وقيل المعنى: وما شهدنا عند يوسف أن السارق يؤخذ في سرقته، { إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } (في الحكم عندك) قاله ابن زيد. قال لهم يعقوب، ما يُدري، هذا الرجل أن السارق يؤخذ بسرقته، إلا بقولكم فقالوا: { وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } في الحكم عندك وعندنا. { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ }: أي: ما كنا نظن أن ابنك يسرق، فيؤول أمره إلى هذا، وإنما قلنا لك نحفظ أخانا مما إلى حفظه السبيل. { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا } إن اتهمتنا: وهي مصر، يريدون أهلها. { وَٱلْعِيْرَ ٱلَّتِيۤ أَقْبَلْنَا فِيهَا }: وهي القافلة عن خبر ابنك. قال لهم يعقوب: { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ }: على ما نالني. وقيل: المعنى: " فصبر جميل: أولى من جزع لا ينفع. والصبر الجميل هو الذي لا شكو(ى) معه إلا إلى الله عز وجل. { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً }: يعني: يوسف، وأخاه روبيل الذي تخلف: (إنه هو العليم): بما (أجد) عليهم، { ٱلْحَكِيمُ } في تدبيره.