قوله: { وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً } تسكنون فيه { وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً } يعني من الشعر والصوف { تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ } يعني في سفركم { وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ } يعني في قراركم في غير سفر { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً } والأثاث المتاع في تفسير الحسن، وقال مجاهد: الأثاث الغنى. وقال بعضهم: الأثاث المال، وهو واحد. { وَمَتَاعاً } أي: تستمتعون به { إِلَى حِينٍ } أي: إلى الموت. قوله: { وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } يعني من المنازل، تظلكم من الشمس والمطر، وجعل لكم أيضاً ظلالاً من الشجر. { وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الجِبَالِ أَكْنَاناً } أي: غيرانا تكنّكم أيضاً من الحرّ والبرد والريح والأمطار، يعني الغيران التي تكون في الجبال. { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ } أي: من القطن والكتان والصوف. وقد قال في أول السورة:{ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } [النحل:5] أي: من البرد. قال: { وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } يعني دروع الحديد تقيكم القتال. { كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } أي: لكي تُسلِموا. يقول: إن أسلمتم تمّت عليكم النعمة بالجنة. وإن لم تسلموا لم تتمّ نعمته عليكم إذا صرتم إلى عذابه. وبلغنا عن ابن عباس أنه كان يقرأها: لعلّكم تسلَمون أي: من الجراح في لبس الدروع.