وقوله: { والتين والزيتون } أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين الأصناف المثمرة، " روي أنه أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه: " كلوا فلو قلت أن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذا لأن فاكهة الجنة بلا حجم فكلوها فإنها تقطع البواسير " وعن ابن عباس: هو تينكم وزيتونكم هذا، وقيل: جبلان من الأرض المقدسة، وقيل: هما مسجدان بالشام، وقيل: التين المسجد الحرام والزيتون المسجد الأقصى، والظاهر ما قدمنا أولاً { وطور سينين } والطور الجبل الذي كلَّم الله عليه موسى { سينين } اسم لذلك الجبل، وقيل: سينين اسم لجنس لأنه كثير النبات والشجر، وقيل: سينين مبارك { لقد خلقنا الانسان } هذا جواب القسم أنه خلق الانسان { في أحسن تقويم } ، قيل: في أحسن صورة { ثم رددناه أسفل سافلين } إلى الهرم وأراد العمر، وقيل: إلى النار { إلاَّ الذين آمنوا } استثناء متصل إذا حمل ما قبله على النار، فإن حملته على الهرم فالاستثناء منقطع، وقيل: متصل والمعنى يكتب لهم رواتبهم وان انقطعت أعمالهم { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فتكتب لهم في حال هرمهم مثل ما كانوا يعملون، وقيل: إلى بمعنى لكن قال الحاكم: وهو الوجه، فإنهم يبقون أقوياء شباباً في الجنة { فما يكذبك بعد } أي شيء، وقيل: ما بمعنى من والمخاطب هو الإِنسان، وقيل: هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { بالدين } قيل: بالجزاء والحساب { أليس الله بأحكم الحاكمين } صنعاً وتدبيراً.