الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ }

قوله: { وَٱلتَّرَآئِبِ }: جمع تَريبة. وهي مَوْضِعُ القِلادةِ من عظامِ الصدرِ؛ لأنَّ الولدَ مخلوقٌ مِنْ مائهما، فماءُ الرجل في صُلْبه، والمرأةُ في ترائبِها، وهو معنى قولِه:مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } بالإِنسان: 2]. وقال الشاعر:
4540ـ مُهَفْهَفَةٌ بيضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ   تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ
وقال:
4541ـ والزَّعْفَرانُ على ترائبِها   شَرِقَتْ به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ
وقال أبو عبيدة: " جمع التَّريبة تريب ". قال:
4542ـ ومِنْ ذَهَبٍ يَذُوْبُ على تَرِيْبٍ   كلَوْنِ العاجِ ليس بذي غُضونِ
وقيل: الترائبُ: التَّراقي. وقيل: أضلاعُ الرجلِ التي أسفلَ الصُّلْب. وقيل: ما بين المَنْكِبَيْن والصَّدْرِ. وعن ابن عباس: هي أطرافُ المَرْءِ يداه وِرجْلاه وعيناه. وقيل: عُصارةُ القلبِ. قال ابن عطية: " وفي هذه الأقوالِ تَحَكُّمٌّ في اللغة ".

وقرأ العامَّةُ " يَخْرُج " مبنياً للفاعل. وابنُ أبي عبلة وابن مقسم مبنياً للمفعول. وقرأ أيضاً وأهلُ مكة " الصُّلُب " بضم الصاد واللام، واليمانيُّ بفتحهما، وعليه قولُ العَجَّاج:
4543ـ في صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ المُؤْدَمِ   
وتَقَدَّمَتْ لغاتُه في سورة النساء. وأَغْرَبُها " صالِب " كقوله:
4544ـ.............مِنْ صالِبٍ إلى رَحِمٍ   .........................