الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ }

{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي أعرض عنهم لعلمك أن الإنذار لا ينفعهم.

{ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } العامل في يوم مضمر تقديره: اذكر أو قوله: { يَخْرُجُونَ } بعد ذلك، وليس العامل فيه { تَوَلَّ عَنْهُمْ } فيوقف عليه وقيل: المعنى { تَوَلَّ عَنْهُمْ } أي يوم يدع الداع والأول أظهر وأشهر. والداعي جبريل أو إسرافيل إذ ينفخ في الصور، والشيء النكر الشديد الفظيع. وأصله من الإنكار. أي: هو منكور لأنه لم ير قط مثله، والمراد به يوم القيامة { خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ } كناية عن الذلة وانتصب خشعاً على الحال من الضمير في { يَخْرُجُونَ } { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } أي من القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } شبَّههم بالجراد في خروجهم من الأرض، فكأنه استدلال على البعث كالاستدلال بخروج النبات. وقيل: إنما شبههم بالجراد في كثرتهم، وأن بعضهم يموج في بعض.