الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

قوله تعالى { فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } اى فاذكروا نعم الله فى اصطناعه فى حسن تصويركم وألباسكم جمال فعله حتى تكونوا فى احسن خلق واظرف نعت وظهوره لكم باوضح الآيات وانوار علاماته الدالة الى وجوده لعلكم تفوزون من بعده وتظفرون بقربه وافهم ان رؤية النعمة يوجب الشكر ورؤية الالاء توجب الذكر ورؤية المذكور والمنعم توجب المحبة قال الواسطى العامة تحبه على النعماء وذلك فى قوله اذكروا نعمة الله عليكم والخاصة تحبه على الالاء وذلك فى قوله فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون والا كابر تحبه على الايثار والربوبية ولكل علامة فعلامة الاولى دوام الذكر له والفرج به والثانية الاستئناس به لرؤية ما ابعده منه والثالثة الاشتغال به ان كل قاطع يقطع عنه وقال ابن عطا اذا ذكرت الاءه ونعماء احببته واذا احببته قصدته واذا قصدته وجدته واذا وجدته انقطعت اليه وتقول عند المشايخ لو ان القوم من اهل خالصة محبته ما احالهم الى رؤية الالاء بل خاطبهم برؤية الذات والصفات الا ترى كيف خص راس المحبين بخطاب رؤيته واصرافه الى مشاهدته بقوله الم تر الى ربك لان محبة الالائية والنعمائية محبة معلوله كونية اذكونها بسب حدثى وخالص المحبة ما تصدر من مشاهدة جلاله وجماله وكيف يصل اليه من كان سبب حاله ومعرفته ومحبته رؤية الالاء والنعماء اوقعهم فى بدايته الذكر قال فاذكروا وجعل لقائهم منتهى وهو درجة النجاة من العذاب ولو كانوا محققين ما خاطبهم بذكر غيره وصفة افعاله.