الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ }

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما أفحم قومه الكفرة بالبراهين والحجج القاطعة، لجؤوا إلى استعمال القوة فقالوا { حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } أي بقتلكم عدوها إبراهيم شر قتلة، وهي الإحراق بالنار. ولم يذكر هنا أنهم أرادوا قتله بغير التحريق ولكنه تعالى ذكر في سورة " العنكبوت " أنهمقَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } العنكبوت 24 وذلك في قولهفَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } العنكبوت 24 الآية. وقد جرت العادة بأن المبطل إذا أفحم بالدليل لجأ إلى ما عنده من القوة ليستعملها ضد الحريق. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } أي إن كنتم ناصرين آلهتكم نصراً مؤزّراً. فاختاروا له أفظع قتلة، وهي الإحراق بالنار. وإلا فقد فرطتم في نصرها.