قال بعض العلماء { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ }: اعبدوني أثبكم من عبادتكم، ويدل لهذا قوله بعده: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }. وقال بعض العلماء: { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } أي اسألوني أعطكم. ولا منافاة بين القولين، لأن دعاء الله من أنواع عبادته. وقد أوضحنا هذا المعنى، وبينا وجه الجمع بين قوله تعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة: 186] مع قوله تعالى:{ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ } [الأنعام: 41] فأغنى ذلك عن إعادته هنا.