الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعَونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ } أي اعبدوني وحدي بدليل قوله* { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ } بفتح الياء وضم الخاء، وقرأ ابن كثير وأبو بكر بضم الياء وفتح الخاء* { جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ذليلين صاغرين وهو حال مقارنة أو مقيمين فهي حال مقدرة والدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن والاستجابة الاعطاء للثواب كما مر وهو تفسير مجاهد. قال الحسن اعملوا وأبشروا فانه حق على الله أن يستجيب أي بمقتضى الوعد وفسر به الآية وقيل معنى الدعاء والعبادة التوحيد وقيل الدعاء السؤال أيضاً أو لأن الدعاء من أبوابها والاستجابة اجابة الدعاء فذلك تفضل ووعد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالاجابة للدعاء. وفي الحديث ان الدعاء هو العبادة وقرأ الآية وان لم يسأله بغضب عليه وان الدعاء مخ العبادة وانه لا أكرم على الله من الدعاء. وعن ابن عباس أفضل العبادة الدعاء وعن كعب أعطى الله هذه الأمة ثلاث خلال لم يعطهن نبي كان يقول لكل نبي أنت شاهد على خلقي وقال لنالتكونوا شهداء على الناس } وكان يقول ما عليك من حرج وقال لناما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } وكان يقول ادعنى أستجب لك وقال { ادعونى استجب لكم }. وعن عبادة بن الصامت عنه صلى الله عليه وسلم " ما على الارض مسلم يدعو الله بدعوة الا أتاه اياها أو صرف من السوء مثلها ما لم يدع باثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم اذا نكثر قال الله أكثر أي رحمة أو اجابة " وزاد أبو سعيد الخدري أو يدخر له من الأجر مثلها وعن أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم عنه تعالى " أنا عند حسن ظن عبدي وأنا معه اذا دعاني " وشروط الدعاء منها الاخلاص في الدعاء واحضار القلب وكون المطلوب مصلحة للانسان ثم اما أن يعجل الله له الاجابة في الدنيا أو يؤخر ويدخر له في الآخرة أو يكفر ذنوبه بقدر دعائه ما لم يستعجل يقل دعوت ولم يجب لي. قال ابن عطاء الله لا يكون تأخر أمد الاجابة مع الالحاح في الدعاء موجباً ليأسك فهو ضمن لك الاجابة فيما يختار لك لا فيما تختار لنفسك وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد وقيل المعنى ادعونى أستجب بالنصر والثواب. وعن ابن عباس وحدونى أغفر لكم وعبر بالموصول ليومي بصلته الى طريق بناء الخير على اسم ان فان الاستكبار عن العبادة دال على أن الخبر من جنس العقاب والاذلال.