الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

قوله تعالى { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } وصف الحق اهل الدعاوى حين تعجلوا بالمجاهدات والرياضات واستقبالهم بليات الطريقة قبل ذوقهم شرف الاحوال ووصولهم الى عظم المواجيد البديهية من الحق بلا علة لاكتساب وبروز لمعات الغيب فى اسرارهم التى يتولد منه صدق الارادات فى المعاملات وذلك لانهم سمعوا صيت اهل الكرامات فتمنوا جاههم عند الخلق ولا ينعقد لهم صدق النية فى طريقتهم فلا يفتح الله عليهم الا طريق الهوى والنفس والشهوات وحب الجاه والمال وعاقبهم الله بسقوطهم من قلوب الخلق كما فعل سبحانه باهل الرياء والسمعة بقوله { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ } قال جعفر فى قوله { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ } اى بالعقوبة قبل العافية ثم بين ان من سبق لهم العناية من المريدين يسامحه بلطفه حيث نزل قهر قدمه فى مهوات طبيعته بقوله { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ } قال جعفر فى قوله { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ } اى بالعقوبة قبل العافية ثم بين ان من سبق لهم العناية من المريدين يسامحه بلطفه حيث نزل قهر قدمه فى مهوات طبيعته بقوله { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } ظلمهم مخالفة عقائدهم واتباعهم هواهم بعد معرفتهم افات النفوس قال بعضهم ان ربك ليستر على أوِدائه ما اظهروا من المخالفات من ظلمهم أنفسهم باتباع هواها والسعى فى موافقة رضاها قال ابو عثمان انما يرجوالمغفرة من الله من يرتكب الذنوب على خطر وخوف وحذر لا يقتحم فيها من غير مبالاة.