قوله تعالى: { ظَلَّ وَجْهُهُ }: يجوز أن تكونَ على بابِها مِنْ كونِها تدلُّ على الإِقامة نهاراً على الصفةِ المسندةِ إلى اسمها، وأن تكونَ بمعنى صار، وعلى التقديرَيْن فهي ناقصةٌ، و " مُسْوَدّاً " خبرُها. وأمَّا " وجهُه " ففيه وجهان، المشهور - وهو المتبادَرُ إلى الذهن - أنه اسمها. والثاني: أنه بدلٌ من الضميرِ المستتر في " ظل " بدلُ بعضٍ من كل، أي: ظلَّ أحدُهم وجهُه، أي: ظلَّ وجهُ أحدِهم. قوله: " كَظِيم " يجوز ان يكونَ بمعنى فاعِل، وأن يكونَ بمعنى مَفْعول كقوله{ وَهُوَ مَكْظُومٌ } [القلم: 48]. والجملة حال من الضمير في " ظَلَّ " ، أو مِنْ " وجهه " ، أو من الضمير في " ظَلَّ ". وقال أبو البقاء هنا: " فلو قُرِئ " مُسْوَدٌّ " يعني بالرفع لكان مستقيماً، على أن تَجْعَلَ اسمَ " ظَلَّ " مضمراً، والجملةُ خبرها ". وقال في سورة الزخرف: " ويُقرآن بالرفع على أنه مبتدأٌ وخبر في موضعِ خبرِ " ظلَّ ".