{ والذين سعوا في آياتنا } عملوا في إبطالها { معاجزين } مُقدِّرين أنَّهم يُعجزوننا ويفوتوننا. { وما أرسلنا من قبلك من رسول } وهو الذي يأتيه جبريل عليه السًّلام بالوحي عياناً { ولا نبيّ } وهو الذي تكون نبوَّته إلهاماً ومناماً { إلاَّ إذا تمنى } قرأ { ألقى الشيطان } في قراءته ما ليس ممَّا يقرأ، يعني: ما جرى على لسان النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قرأ سورة " والنجم " في مجلس من قريش، فلما بلغ قوله تعالى:{ ومناة الثَّالثة الأخرى } جرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى ثمَّ نبَّهه جبريل عليه السَّلام على ذلك، فرجع وأخبرهم أنَّ ذلك كان من جهة الشَّيطان، فذلك قوله: { فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثمَّ يحكم الله آياته } يُبيِّنها حتى لا يجد أحدٌ سبيلاً إلى إبطالها { والله عليم } بما أوحى إلى نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم { حكيم } في خلقه، ثمَّ ذكر أنَّ ذلك ليفتن الله به قوماً، فقال: { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة } ضلالةً { للذين في قلوبهم مرض } وهم أهل النِّفاق { والقاسية قلوبهم } المشركين { وإنَّ الظالمين } الكافرين { لفي شقاق بعيد } خلافٍ طويلٍ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. { وليعلم الذين أوتوا العلم } التَّوحيد والقرآن { أنه الحق } أَيْ: الذي أحكم الله سبحانه من آيات القرآن، وهو الحقُّ { فتخبت له قلوبهم } فتخشع. { ولا يزال الذين كفروا في مرية } في شكٍّ { منه } ممَّا أُلقي على لسان الرَّسول صلى الله عليه وسلم { حتى تأتيهم الساعة } القيامة { بغتة } فجأة { أو يأتيهم عذاب يوم عقيم } يعين: يوم بدرٍ، وكان عقيماً عن أني كون للكافرين فيه فرحٌ أو راحةٌ، والعقيم معناه: التي لا تلد.