{ إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ } استثنى المؤمنين، وهم من كل ألف واحد. { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } أي: الجنة؛ { فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ } أي: يكرمون فيها. { فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } الناعمة. { عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } والسرر مرمولة بالذهب وبقضبان اللؤلؤ الرطب. { مُّتَقَابِلِينَ } أي: لا ينظر بعضهم إلى بعض. قال بعضهم: ذلك في الزيادة إذا تزاوروا.
قال: { يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ } وهي الخمر { مِّن مَّعِينٍ } والمعين الجاري الظاهر. { بَيْضَآءَ } يعني الخمر { لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لاَ فِيهَا غَوْلٌ } أي: ليس فيها وجع بطن { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } أي: إذا شربوها لا تذهب عقولهم، أي: لا يسكرون.
قال: { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قصرن طرفهن على أزواجهن لا يردن غيرهم { عِينٌ } أي: عظام العيون. الواحدة منها عيناء، والعِين: جماعتهن، نسبن إلى عظم العيون. قال: { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } أي: لم يمرث ولم تمسّه الأيدي. وبعضهم يقول: هي القشرة الداخلة، وبعضهم يقول: يعني بالبَيض اللؤلؤ، كقوله:{ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } [الواقعة: 22-23] أي: في أصدافه.
قوله: { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } يعني أهل الجنة.
{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } أي: صاحب في الدنيا { يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ } على الاستفهام { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } أي: أإنا لمحاسبون قال بعضهم: هما اللذان في سورة الكهف في قوله:{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ... } إلى آخر قصتهما [الكهف: 32-42]. قال المؤمن منهما في الجنة، الذي قال: { إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ }.