{ يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } تقرير وتوكيد لقوله { لاَّ يَمْلِكُونَ } ، فإن هؤلاء الذين هم أفضل الخلائق وأقربهم من الله إذا لم يقدروا أن يتكلموا بما يكون صواباً كالشفاعة لمن ارتضى إلا بإذنه، فكيف يملكه غيرهم و { يَوْمٍ } ظرف لـ { لاَّ يَمْلِكُونَ } ، أو لـ { يَتَكَلَّمُونَ } و { ٱلرُّوحُ } ملك موكل على الأرواح أو جنسها، أو جبريل عليه السلام أو خلق أعظم من الملائكة. { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } الكائن لا محالة. { فَمَن شَاء ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ } إلى ثوابه. { مَـئَاباً } بالإيمان والطاعة. { إِنَّا أَنذَرْنَـٰكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } يعني عذاب الآخرة، وقربه لتحققه فإن كل ما هو آت قريب ولأن مبدأه الموت. { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يرى ما قدمه من خير أو شر، و { ٱلْمَرْء } عام. وقيل هو الكافر لقوله: { إِنَّا أَنذَرْنَـٰكُمْ } فيكون الكافر ظاهراً وضع موضع الضمير لزيادة الذم، و { مَا } موصولة منصوبة بينظر أو استفهامية منصوبة بـ { قَدَّمْتُ } ، أي ينظر أي شيء قدمت يداه. { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ ٱلْكَافِرُ يَـٰلَيْتَنِى كُنتُ تُرٰباً } في الدنيا فلم أخلق ولم أكلف، أو في هذا اليوم فلم أبعث، وقيل يحشر سائر الحيوانات للاقتصاص ثم ترد تراباً فيود الكافر حالها. عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة عم سقاه الله برد الشراب يوم القيامة ".