الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ } * { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } * { كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } * { فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ } * { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }

{ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } يعني مقبلين، نزلت هذه الآية في المستهزيئن من قريش، والمطعمين في غزوة بدر مقبلين، ينظرون عن يمين النبي صلىالله عليه وسلم [آية: 36] { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ } [آية: 37] يعني حلقاً حلقاً جلوساً لا يدنون من النبي صلى الله عليه وسلم فينفعون بمجلسه.

ثم قال: { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ } يعني قريشاَ { أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } [آية: 38] كل واحد منهم يقول: إن لي في الجنة حقاً، يقول: ذلك استهزاء، يقول: أعطي منها ما يعطى المؤمنون، يقول الله تعالى { كَلاَّ } لا يدخلها، ثم استأنف فقال: لما كذبوا بالغيب { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } [آية: 39] خلقوا من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم قال: { فَلاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِرَبِّ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ } وهو مائة وثمانون مشرقاً، ومائة ثمانون مغرباً فيها، فأقسم الله تعالى بالمشارف والمغارب، فقال: { إِنَّا لَقَادِرُونَ } [آية: 40] { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ } يعني على أن نأتى بخلق أمثل منهم، وأطوع لله منهم، وأرضى منهم، ثم قال: { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } [آية: 41] يعني وما نحن بمعجزين إن أردنا ذلك.