الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

قوله تعالى: { وَأُوحِيَ }: الجمهور على " أُوحي " مبنياً للمفعول، والقائمُ مقامَ الفاعل " أنه لن يؤمن " أي: أُوحي إليه عدمُ إيمان بعض. وقرأ أبو البرهسم " أوحىٰ " مبنياً للفاعل وهو اللَّه تعالىٰ، " إنه " بكسر الهمزة. وفيها وجهان أحدهما: ـ وهو أصلٌ للبصريين - أنه على إجراء الإِيحاء مُجْرى القول.

وقوله: { فَلاَ تَبْتَئِسْ } هو تَفْتَعِل من البُؤْس ومعناه الحزنُ في استكانة، ويقال: ابتأسَ فلانٌ أي: بلغه ما يَكْرهه قال:
2659 ـ ما يَقْسِمِ اللَّهُ أَقْبَلْ غيرَ مُبْتَئِسٍ   منه وأقْعُدْ كريماً ناعمَ البالِ
/ وقال آخر:
2660 ـ وكم مِنْ خليلٍ أو حَميمٍ رُزِئْتُه   فلم نَبْتَئِس والرُّزْء فيه جَليل