الخشيةُ من الرحمنِ هي الخشية من الفراق (والخشية من الرحمن تكون مقرونة بالأُنْس؛ ولذلك لم يقل: من خشي الجبَّار ولا من خشي القهَّار). ويقال الخشية من الله تقتضي العلم بأنه يفعل ما يشاء وأنه لا يسْأَلُ عمَّا يفعل. ويقال: الخشيةُ ألطفُ من الخوف، وكأنها قريبةٌ من الهيبة. { وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }: لم يقل بَنَفْسٍ مطيعة بل قال: بقلبٍ منيب ليكونَ للعصاةِ في هذا أملٌ؛ لأنهم - وإن قَصَّروا بنفوسهم وليس لهم صِدْقُ القَدَمِ - فلهم الأسفُ بقلوبهم وصدق الندَّم.