قال الله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } يعني خزان النار { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ } يعني قلتهم { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } حين، قال: أبو الأشدين، وأبو جهل ما قالا، فأنزل الله تعالى في قول أبي جهل: ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر، { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } يقول: ما يعلم كثرتهم أحد إلا الله. وأنزل الله في قول أبي الأشدين: أنا أكفيكم منهم سبعة عشر:{ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ } [التحريم: 6] { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } يعني خزان النار { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ } يعني قلتهم { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني أبا جهل، وأبا الأشدين، والمستهزئين من قريش، { لِيَسْتَيْقِنَ } لكي يستيقين { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } يقول: ليعلم مؤمنو أهل التوراة أن الذي قال محمد صلى الله عليه وسلم حق، لأن عدة خزان جهنم في التوراة تسعة عشر. { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً } يعني تصديقاً ولا يشكوا في محمد صلى الله عليه وسلم بما جاء به { وَلاَ يَرْتَابَ } يقول: ولكى لا يرتاب يعني لكي لا يشك يقول: لئلا يشك { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } يعني أهل التوراة { وَ } لا يشك { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أن خزنة جهنم تسعة عشر { وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } يعني الشك، وهم اليهود من أهل المدينة { وَٱلْكَافِرُونَ } من أهل مكة، يعني مشركى العرب { مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } يعني ذكره عدة خزنة جهنم، يستقلونهم. يقول الله عز وجل: { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ } بهذا المثل { مَن يَشَآءُ } عن دينه { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } إلى دينه وأنزل في قول أبي جهل، وأبي الأشدين ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر، فقال الله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } من الكثرة حين استقلوهم، فقال أبو جهل لقريش: أيعجز... مثل ما قال في التقديم، وقالوا ما قالوا. ثم رجع إلى سقر، فقال: { وَمَا هِيَ } يعني سقر { إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } [آية: 31] يعني سقر تذكر وتفكر للعالم.