قوله تعالى: { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } المراد بالإنسان: الناس، فلذلك استثنى منه [إلا] المصلين. وقيل: المراد بالإنسان: الكافر. فيكون استثناء منقطعاً. والهَلَعُ: سرعة الجزع عند مسّ المكروه، وسرعة المنع عند مسّ الخير. من قولهم: ناقة هَلُوعٌ: سريعة السير. قال [المفسرون]: ما بعد الهلوع تفسير له. { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } وهو الفقر والمرض ونحو ذلك، { جَزُوعاً } لا يصبر. { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } وهو المال والشّرف ونحوهما { مَنُوعاً } لا يشكر بفعل ما أوجب الله عليه بسبب إحسانه إليه. ثم استثنى الموحدين فقال: { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } أي: محافظون على الصلاة المكتوبة، على الوجه المأمور به. وقال الزجاج: هم الذين لا يُزيلون وجوههم عن سَمت القبلة. وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: هو الذي إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله. { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } وهو الزكاة المفروضة. { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } مُفسّر في الذاريات. وما بعده مُفسّر في المؤمنين إلى قوله: { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ }. وقرأ حفص: " بشهاداتهم قائمون " على الجمع. والإفراد أولى؛ لأنه مصدر. والمعنى: يقومون فيها بالحق ولا يكتمونها. وقال سهل: قائمون بحفظ ما يشهدون به، من شهادة أن لا إله إلا الله، فلا يُشركون به في شيء من الأقوال والأفعال والأحوال.