قوله جل ذكره: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ }.
أي أرسلناهم مُؤيَّدين بالحُجَجِ اللائحة والبراهين الواضحة، وأزَحْنا العِلَّةَ لِمَنْ أراد سلوكَ الحُجَّةِ المُثْلى، ويَسَّرنا السبيل على مَنْ آثَرَ اتّباعَ الهُدَى. وأنزلنا معهم الكُتَبَ المُنَزّلةَ، و { وَٱلْمِيزَانَ }: أي الحُكْمَ بالقرآن، واعتبار العَدْلِ والتسويةِ بين الناس.
{ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ }: فلا يَظْلِمُ أحدٌ أحداً.
قوله جل ذكره: { وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }.
{ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ }: أي خلقنا الحديد.
ونصرة الله هي نصرةُ دينه، ونصرةُ الرسولِ باتِّباعِ سُنَّتِه.
{ إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزيزٌ }: أقوى من أن يُنَازَعَه شريكٌ، أو يضارِعَه في المُلْكِ مليك، وأعزُّ من أن يحتاج إلى ناصر.
قوله جل ذكره: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ }.
أي أرسلنا نوحاً، ومن بعده إبراهيم، وجعلنا في نَسْلِهما النبوَّةَ والكتاب.
{ فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ }.
أي: مستجيبٌ.
{ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }.
خرجوا عن الطاعة.
قوله جل ذكره: { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً }.
أي: أرسلنا بعدهم عيسى ابن مريم.
{ وَرَهْبَانِيَّةً ٱبتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ }.
بيَّن أنَّه لم يأمرهم بالرهبانيَّة بل هم الذين ابتدعوها ثم قال:
{ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ رِضْوَانِ ٱللَّهِ }.
هم الذين انفردوا بما عقدوه معنا أن يقوموا بحقِّنا.
{ فَآتَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }.