الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً }

قوله: { كِفَاتاً }: الكِفاتُ: اسمٌ للوِعاءِ الذي يُكْفَتُ فيه أي: يُجْمَعُ، قاله أبو عبيدة. يقال: كَفَتَه يَكْفِتُه أي: جَمَعَه وضَمَّه. وفي الحديث " اكْفِتُوا صِبْيانَكم " وقال الصمصامة بن الطِّرِمَّاح:
4457ـ وأنتَ اليوم فوقَ الأرضِ حَيّاً   وأنتَ غداً تَضُمُّك في كِفاتِ
وقيل: الكِفاتُ اسمٌ لِمَا يَكْفِتُ كالضِّمام والجِماع. يقال: هذا البابُ جِماعُ الأبوابِ. وفي انتصابِه وجهان، أحدُهما: أنه مفعولٌ ثانٍ لـ " نَجْعَلْ " لأنَّها للتصيير. والثاني: أنَّه منصوبٌ على الحالِ من " الأرضَ " ، والمفعولُ الثاني " أحياءً وأمواتاً " بمعنى: ألم نُصَيِّرْها/ أحياءً بالنَّبات وأمواتاً بغير نباتٍ أي: بعضُها كذا، وبعضُها كذا. وقيل: كِفاتٌ جمعُ كافِتٍ كصِيامٍ وقِيامٍ في جمعِ صائمٍ وقائمٍ. وقيل: بل هو مصدرٌ كالكتابِ والحسابِ.