الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } * { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ }؛ أي ما اشتَهى، والمرادُ بالإنسانِ الكافرُ، وكان الكفَّارُ يعبُدون الأصنامَ، ويزعُمون أنَّها تشفعُ لَهم عند اللهِ، ويتمَنَّون على اللهِ الجنَّة. والمعنى: أيَظُنُّونَ أنَّ لهم ما يتَمنَّون من شَفاعةِ الأصنامِ، وليس كما يظُنُّون ويتمنون، بل { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ }؛ لاَ يُعطِي أحداً شَيئاً بالتمنِّي، وإنما يعطِي بالحكمةِ وعلى سبيلِ الاستحقاق، فيزيدُ مِن فَضلهِ مَن يشاءُ. وَقِيْلَ: معناهُ { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } أنْ لا يملِكَ فيهما أحدٌ شيئاً إلاَّ بإذنهِ، يُعطي مَن يشاءُ ويَحرِمُ مَن يشاءُ.