الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً }

قال مقاتل: لما سمعوا قوله:حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } [الجن: 24] قال النضر بن الحرث: متى يكون هذا الذي توعدنا به؟ فأنزل الله تعالى: { قُلْ إِنْ أَدْرِى أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } إلى آخره والمعنى أن وقوعه متيقن، أما وقت وقوعه فغير معلوم، وقوله: { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبّى أَمَداً } أي غاية وبعداً وهذا كقوله:وَإِنْ أَدْرِى أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } [الأنبياء: 109] فإن قيل: أليس أنه قال: " بعثت أنا والساعة كهاتين " فكان عالماً بقرب وقوع القيامة، فكيف قال: ههنا لا أدري أقريب أم بعيد؟ قلنا: المراد بقرب وقوعه هو أن ما بقي من الدنيا أقل مما انقضى، فهذا القدر من القرب معلوم، وأما معنى معرفة القرب القريب وعدم ذلك فغير معلوم.