الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

قوله تعالى: { لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ } المعنى: لو ركّبنا في جبل عقلاً وتمييزاً وأنزلنا هذا القرآن العظيم عليه، { لَّرَأَيْتَهُ } لمواعظ القرآن وزواجره مع ما رُكّب فيه من الصلابة { خَاشِعاً } ذليلاً خاضعاً { مُّتَصَدِّعاً } مشفقاً { مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ }.

والغرض: توبيخ الإنسان على قسوة قلبه، وقلّة خشوعه عند تلاوة القرآن، وإعراضه عن تدبّر آياته، والتفكّر في عجائب ما صَرَّفَ فيه من الوعد والوعيد. وهذا تمثيل وتخييل، ألا ترى إلى قوله: { وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ... الآية }.

وما بعدها إلى آخر السورة سبق تفسيره.

وقد أشرت إلى شرح أسماء الله الحسنى على وجه الاختصار في قوله: { لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } في أواخر الأعراف، فتطلب تفسيرها من هناك وفي أماكنها في غضون هذا الكتاب.

والمُصَوِّر: الذي أنشأ خلقه على صور شتى؛ ليتعارفوا بها.

وقرأ الحسن وأبو الجوزاء وأبو عمران وابن السميفع: " المصوَّرَ " بفتح الواو والراء، على معنى: الذي برأ [المصوَّر].

أخبرنا الشيخ أبو المجد محمد بن محمد بن أبي بكر [الهمذاني] قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، أخبرنا الشيخان أبو المحاسن عبدالرزاق بن إسماعيل بن محمد وابن عمه أبو سعيد المطهّر بن عبدالكريم بن محمد [القومسانيان] قالا: أخبرنا أبو محمد عبدالرحمن بن حمد بن الحسن الدوني، أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسّار الدينوري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني، حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء، حدثنا نافع بن أبي نافع، عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر الحشر، وُكّل به سبعون ألف مَلَكٌ يُصلُّون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، وإن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة ".

وفي حديث أبي هريرة: " سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم قال: عليك بآخر سورة الحشر فأكْثِر قراءتها، فأعدت عليه فأعاد عليّ، فأعدت عليه فأعاد عليّ " والله تعالى أعلم.