الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }

يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء المفترين على الله كذباً والمكذّبين بآياته، لا يفلحون اليوم في الدنيا ولا يوم نحشرهم جميعاً، يعني: ولا في الآخرة. ففي الكلام محذوف قد استغنى بذكر ما ظهر عما حذف. وتأويل الكلام: إنه لا يفلح الظالمون اليوم في الدنيا { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } فقوله: «ويوم نحشرهم»، مردود على المراد في الكلام، لأنه وإن كان محذوفاً منه فكأنه فيه لمعرفة السامعين بمعناه. { ثم نَقُولُ للَّذِينَ أشْرَكُوا أيْنَ شُرَكاؤُكُم } يقول: ثم نقول إذا حشرنا هؤلاء المفترين على الله الكذب بادّعائهم له في سلطانه شريكاً والمكذّبين بآياته ورسله، فجمعنا جميعهم يوم القيامة: { أيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ } أنهم لكم آلهة من دون الله، افتراء وكذباً، وتدعونهم من دونه أرباباً، فأتوا بهم إن كنتم صادقين.