الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }

قوله تعالى { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً } ان الله سبحانه اذا اراد ان يبلغ احدا من خلقه الى مقام من النبوة والولاية وهو فى موضع شائن يلقى عليه رعبا حتى يفر اليه من خلقه فيكشف له خصائص اسراره كما فعل لموسى كان فى الازل محبتى بالرسالة والنبوة فالاخبار عنه بقوله ففررت منكم ان من قبح اعمالكم لما خفتكم من نزول عقوبة الله عليكم فوهب لى ربى حكما معرفة بجلاله وعزة فهما بحقائق ملكه وملكوته وعلما بذاته وصفاته وربوبيته وعبوديته اى كانت هذه المنزلة الى بحق الاصطفائية فى الازل ولكن طهر على لطائفها لما فررت منكم اليه قال بعضهم الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين قال الله ففرت منكم لما خفتكم قال ابن عطا فررت من مجاورتكم وخفت من جرأتكم على ربكم لما لم تحفظوا حقوق الرسل ولم ار عليكم علامات التوفيق وقال بعضهم فارقتكم لما خفت نزول العذاب عليكم.