الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْقَارِعَةُ } * { مَا ٱلْقَارِعَةُ }

قوله: { ٱلْقَارِعَةُ مَا ٱلْقَارِعَةُ } كقولِه تعالى:ٱلْحَاقَّةُ مَا ٱلْحَآقَّةُ } [الحاقة: 1ـ2] وكقولِه:وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } [الواقعة: 27] وقد تقدَّما وقد عَرَفْتَ مِمَّا نقله مكي أنه يجوزُ رَفْعُ " القارعة " بفعلٍ مضمرٍ ناصبٍ لـ " يومَ " وقيل: معنى الكلامِ على التحذير. قال الزجاج: " والعرب تُحَذِّر وتُغْري بالرفع كالنصبِ. وأنشد:
4631ـ لَجَديرون بالوفاءِ إذا قا   لَ أخو النجدةِ السِّلاحُ السِّلاحُ
قلت: وقد تقدَّم ذلك في قوله:نَاقَةَ ٱللَّهِ } [الشمس: 13] فيمَنْ رفعَه. ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ عيسى { القارعةَ ما القارعةَ } بالنصب، وهو بإضمارِ فعلٍ، أي: احذروا القارعةَ و " ما " زائدةٌ. والقارعةُ الثانيةُ تأكيدٌ للأولى تأكيداً لفظياً.