قوله تعالى: { ٱلْقَارِعَةُ * مَا ٱلْقَارِعَةُ } أي القيامة والساعة كذا قال عامة المفسرين. وذلك أنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها. وأهل اللغة يقولون: تقول العرب قَرَعَتْهُمُ القارعة، وفَقَرَتْهُمُ الفاقِرة إذا وقع بهم أمر فظيع. قال ابن أحمر:
وقارعةٍ مِن الأيام لَوْلاَ
سبيلهم لزاحت عنك حِينا
وقال آخر:
مَتَى تَقْرَعْ بمَرْوتِكُم نَسُوْكُمْ
ولم تُوقَدْ لَنَا في القِدْرِ نَارُ
وقال تعالى:{ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ } [الرعد: 31] وهي الشديدة من شدائد الدهر. قوله تعالى: { مَا ٱلْقَارِعَةُ } استفهام أي أيّ شيء هي القارعة؟ وكذا { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها كما قال:{ ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } [الحاقة: 1 ـ 3] على ما تقدّم.