الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ }

{ فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ } أي: فطرق جنة هؤلاء القوم، طارق من أمر الله لتدميرها.

قال ابن جرير: ولا يكون الطائف في كلام العرب إلا ليلاً، ولا يكون نهاراً. وقد يقولون: أطفت بها نهاراً. وذكر الفراء أن أبا الجراح أنشده:
أطفت بها نهاراً غير ليل   وأَلْهَى رَبَّهَا طَلَبُ الرِّخَالِ
و (الرخال): أولاد الضأن للإناث.

فقوله: { وَهُمْ نَآئِمُونَ } أي: مستغرقون في سباتهم، غافلون عما يمكر بهم. تأكيد على الأول، وتأسيس على الثاني { فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } أي: كالبستان الذي صرم ثمره، بحيث لم يبق فيه شيء. أو كالليل الأسود لاحتراقها. وأنشد في ذلك ابن جرير لأبي عمرو بن العلاء:
ألا بَكَرَتْ وَعاذِلَتِي تلُومُ   تهجّدني وما انْكَشَفَ الصَّرِيمُ
وقال أيضاً:
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ الْبَهِيمُ   فَمَا يَنْجَابُ عن صُبْحٍ صَرِيمُ