قوله: { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّآفُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ المُسَبِّحُونَ } هذا قول الملائكة، ينزّهون الله عما قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنة نسباً، ويخبرون بمكانهم في السماوات في صفوفهم وتسبيحهم، وهو قوله في أول السورة { وَالصَّآفَّاتِ صَفّاً } أي: ليس في السماوات موضع شبر إلا وعليه ملك راكع أو قائم أو ساجد. قوله: { وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ } يعني قريشاً { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأَوَّلِينَ } أي: في كتاب مثل كتاب موسى وعيسى عليهما السلام { لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ } أي: المؤمنين. قال الله: { فَكَفَرُوا بِهِ } أي: بالقرآن. يقول: قد جاءهم كتاب من عند الله، يعني القرآن فكفروا به. { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } وهذا وعيد هوله شديد. قوله: { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ } أي: في الدنيا، وبالحجة في الآخرة. { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } تفسير الحسن: إنه لم يُقتل من الرسل أصحاب الشرائع أحد قط.