أي: جميع ما احتوت عليه السماوات والأرض كلها خاضعة لربها، تسجد له { طَوْعاً وَكَرْهاً } فالطوع لمن يأتي بالسجود والخضوع اختياراً كالمؤمنين، والكره لمن يستكبر عن عبادة ربه، وحاله وفطرته تكذبه في ذلك، { وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } أي: ويسجد له ظلال المخلوقات أول النهار وآخره، وسجود كل شيء بحسب حاله، كما قال تعالى:{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } [الإسراء: 44]. فإذا كانت المخلوقات كلها تسجد لربها طوعاً وكرهاً، كان هو الإله حقاً، المعبود المحمود حقاً، وإلاهية غيره باطلة، ولهذا ذكر بطلانها وبرهن عليه بقوله: { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ... }.