قوله تعالى: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ } [الأنفال: 12] - إلى قوله تعالى - { فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } [الأنفال: 19]. - العياشي: عن محمد بن يوسف، قال: أخبرني أبي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، فقلت: { ذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ } ، فقال: " إلهام ". - و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي عادوا الله و رسوله، ثم قال عز و جل: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً } أي يدنوا بعضكم من بعض. - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي حمزة، عن عقيل الخزاعي: أن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: " إن الرعب و الخوف من جهاد المستحق للجهاد و المتوازرين على الضلال، ضلال في الدين، و سلب للدنيا، مع الذل و الصغار، و فيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال، يقول الله عز و جل: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } ". - العياشي: عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: قلت: الزبير شهد بدرا؟ قال: " نعم، و لكنه فر يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك بقتاله إياهم، و إن كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره ". - عن أبي جعفر (عليه السلام): ما شأن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين ركب منه ما ركب، لم يقاتل؟ فقال: " للذي سبق في علم الله أن يكون ما كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) أن يقاتل و ليس معه إلا ثلاثة رهط، فكيف يقاتل؟ ألم تسمع قول الله عز و جل: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً } إلى قوله: { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } فكيف يقاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد هذا، و إنما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط! ". - عن أبي أسامة زيد الشحام، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إنهم يقولون: ما منع عليا إن كان له حق أن يقوم بحقه؟ فقال: " إن الله لم يكلف هذا أحدا إلا نبيه (صلى الله عليه و آله)، قال له:{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } [النساء: 84] و قال لغيره: { إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ } فعلي (عليه السلام) لم يجد فئة، و لو وجد فئة لقاتل- ثم قال:- لو كان جعفر و حمزة حيين، بقي رجلان قال: { مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ } قال: متطردا يريد الكرة عليهم، أو متحيزا، يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه فقد باء بغضب من الله ".